نجح مركز طبي سعودي في إجراء أول عملية قلب من نوعها في الشرق الأوسط، أول من أمس، ساعد في إجرائها رجل آلي «روبوت» يتحكّم فيه الجرّاح المتخصص عن بُعد. فقد استخدم الفريق الطبي بالمستشفى الجامعي في جامعة الملك عبد العزيز في جدة (غرب المملكة العربية السعودية) «الروبوت» في استئصال الغدة الزعترية، الواقعة في أعلى القلب، للفتاة عبير القرشي (15 سنة)، التي استقرت حالتها وأخذت تتحدث مع من حولها لدى وجودها في العناية المركزة أمس.
الدكتور اسكندر بن سليمان القثمي، استشاري جراحة القلب والصدر الذي تحكم في «الروبوت» من غرفة أخرى في المستشفى الجامعي، قال إن «الروبوت» يلعب دوراً مساعداً للطبيب الجراح في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة «بحيث تمثل أذرعه أصابع الطبيب الجراح في الحركة». وأوضح أن استخدام «الروبوت» في مثل هذه العمليات يسهم في التخفيف من الآلام المصاحبة للمريض في العمليات التقليدية السابقة، وخاصةً أنه «في العمليات التقليدية كان يُفتح الصدر بالكامل لرؤية داخل التجويف الصدري، في حين سهل وجود الروبوت في غرفة العمليات العمل، إذ تقوم أذرعه بإيجاد فتحات صغيرة في الصدر بطول يتراوح ما بين 1 إلى 2 سنتيمتر، وتستطيع الكاميرات الموجودة في الأذرع الثلاث من نقل صورة مكبرة ثلاثية الأبعاد داخل الصدر برؤية واضحة تساوي عشرة أضعاف الحجم الطبيعي».
وتابع الدكتور القثمي، وهو عضو هيئة التدريس بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، أن هذه العملية باستخدام «الروبوت» هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف «لقد بات بمقدور الجراح إجراء العملية عن بُعد، فعلى سبيل المثال.. يستطيع التحكم في الروبوت من مكتبه، أو من مستشفى آخر، أو حتى من دولة أخرى عبر الأقمار الصناعية، بشرط توفر الجهاز بالمستشفى، وكذلك وجود فريق طبي مع المريض أثناء العملية الجراحية للتدخل السريع في حال استدعى الأمر ذلك».
أما عن المريضة، فإنها كانت تعاني مما يعرف طبياً باسم «مايسثينيا جرافس»، وهو عبارة عن وهن في عضلات الجسم، نتيجة تضخم في الغدة الزعترية الواقعة أعلى القلب. وقد استؤصلت الغدة عن طريق فتحات صغيرة بجدار الصدر، وبطول 2 سم. وحسب القثمي، يتسبب هذا النوع من المرض، الذي يعاني منه 45 في المائة من إجمالي مرضى القلب في العالم، في ثقل حركة الإنسان بشكل شبيه بالشلل، إضافة إلى ضعف متزايد في حواسهم البصرية والسمعية والحسية، كلما تأخر إجراء عملية جراحية لصاحب الحالة.