يواجه الفنان اللبناني جاد شويري والمطربون المصريون حمادة هلال ومي كساب وتامر عاشور وغيرهم، اتهاما باستخدام لغة مبتذلة في كلمات الأغنيات التي يؤدونها، الأمر الذي وصل إلى حدّ تضمين الشتائم وألفاظ السباب إلى الأغاني التي تحمل طابعًا كوميديّا بحجة أن هذه الكلمات متداولة في الشارع، وتحديدًا بين الشباب.
وبحسب صحيفة "الجريدة" الكويتية، الصادرة الأربعاء 22 إبريل/نيسان الحالي، فإن جاد شويري يهاجم حبيبته في أغنية سابقة قائلا لها: "لمي نفسك. ده أنا ما اشتقتش يوم غير ليكي".
أما مي كساب، فهاجمت حبيبها بشكل مباشر وحاد في أغنيتها "العيب"، قائلة: "أنا قلبي إيده منك والأرض". وعلى الرغم من أن الأغنية تحمل في مجملها معاني رومانسية، لكنها تستعين بألفاظ لا علاقة لها بالرومانسية لا من قريب ولا من بعيد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستعين فيها مي كساب بمعان وألفاظ حادة في أغنية رومانسية يفترض أنها رقيقة، إذ سبق أن كررتها في أغنية "شيل ده من ده"، عندما طلبت من حبيبها أن يهجرها قائلة: "يلا سكة اللي يروح"، إلا أن المخرج ياسر سامي حوّل الأغنية إلى كليب كوميدي، على الرغم من المعاني الهادئة التي تحملها باقي كلمات الأغنية.
وعلي الدرب نفسه، سار المصري "حمادة هلال"؛ حيث يقول في أغنيته "واقع في شبكتك"، مخاطبا حبيبته: "الافترا مش حلو. اتكسفي على دمك.."، وهكذا حتى نهاية الأغنية.
بدوره يصف تامر عاشور حبيبته التي يتحدث معها بصيغة المذكر بأنها "كلامنجي" في الأغنية التي تحمل الاسم نفسه، ويقصد أنها كثيرا ما تتحدث لكنها لا تنفذ ما تقول.
من جهتها، وصفت مي سليم حبيبها في أغنية "سلامات" بأنه "حد أي كلام"، بحسب تعبيرها.
المطرب المصري مصطفى كامل هو الآخر يتوعد حبيبته في أغنيته "مع السلامة"، قائلا: "والله ولا أنت ولا ميت واحدة زيك تستاهل إني أبكي عليها".
أبو أمك
ثمة أغانٍ أخرى وصفها البعض بالكوميدية، بعدما وصلت إلى مستوى متدن من الشتائم، كما يغني "عبد الله الكاتب" في فيلم "دكتور سليكون" قائلا: "أبو أمك"، ويظل المعنى مبتذلا حتى وإن شرح قصده في باقي كلمات الأغنية، مؤكدًا أنه يقصد جدّه اللي "جاب أمه واللي رباه"، كما جاء في كلمات الأغنية التالية.
وتؤكد مي كساب أنها ليست ضد الاستعانة في أغنياتها بلغة الشباب في الشارع؛ لأن المطربين يتحدثون بلغة الشباب ولغة الشارع وهو ليس عيباً، المهم اختيار الكلمات المناسبة للأغنية.
وتضيف مي كساب: هاجموني بعد صدور ألبومي "أحلى من الكلام" لأني استعنت بكلمات تبدو قاسية، لكني تركت مبيعات الألبوم ترد على من هاجموني.
من جهته، لا يرى تامر عاشور في أغنيته "كلامنجي" أية إساءة للحبيب، إذ يقول: " كلامنجي" كلمة دارجة وتستعمل للتعبير عن أن الشخص الذي لا ينفذ ما يقوله.
ويكمل عاشور أن الكلمة ليست مقحمة على المعنى، بدليل أن الأغنية ناجحة، ولم ينتقدها أحد، وجاءت متوافقة ومعنى الأغنية نفسه.
أما المطرب السوري سامو زين، فيصرح أنه ضد استعمال مثل هذه الألفاظ في أغنياته؛ لأن الحبيبة غالية يجب مخاطبتها بكلمات رقيقة.
ويضيف أنه يرفض الهجوم على الحبيبة أو وصفها بأي وصف سيئ؛ لأنه يحترم المرأة ويرفض إهانتها، لذا يختار أغنيات الحب والغرام ويبتعد عن أغاني العتاب والألم والندم. ويؤكد أنه يحترم اختيار الآخرين، طالما أنه لائق ومناسب لكلمات الأغنية، فكل مطرب حرّ في اختياراته.
بدوره قال الشاعر المصري خالد تاج الدين: "لا أفهم كيف يمكن لمطرب أن يهاجم بكلماتٍ نابية في أغنية رومانسية، فهذا الأمر ضد الأعراف والتقاليد".
وأضاف أن المشكلة أن هناك مطربين وشعراء يتخيلون للحظات أن التجديد الشعري يأتي من اختيار كلمات خارجة عن السياق، لكن الحقيقة أن التجديد يبدأ من الفكرة الجديدة المختلفة، وليس من اختيار كلمات خارجة عن الوزن الشعري، بحجة أنها مستوحاة من ألفاظ الشباب في الشارع.