انتقدت المطربة الجزائرية "سعاد بو علي" انتشار أغاني الراي وأخذها أغلب مساحة الغناء في الجزائر على حساب الغناء المحافظ، معتبرة أن هذه الأغاني "بنت الشارع"، وأنها نالت شهرتها بسبب كلماتها العارية.
في الوقت نفسه دافعت عن الشاب خالد الملقب بملك الراي لأنه لم يغن أغاني عارية خلال مسيرته الفنية، مشيرة إلى أن أهم ما يميز الأغنية الخليجية هو احتشامها وعدم ابتذال كلماتها.
وقالت بوعلي -في تصريحات خاصة لموقع mbc.net-: إن "الفنان الملتزم يعاني من توزيع ألبوماته في الجزائر، ولو كنت من مطربي الراي، فلن أواجه أية مشكلة إطلاقا في التوزيع".
وأضافت أن "الراي فن له جمهوره، ولكن ليس له الحق في أن يأخذ الأماكن كلها ويحتل الساحة الفنية. فالكلمة العارية موجودة عندنا في أغنية الراي، وتسوّق بشكل كبير، والمروج لهذه الأغاني يتحمل مسؤولية انتشارها. وللأسف لا توجد سلطات مراقبة، بينما يخص المروجين لهذه الأغاني، لذا أغلبية الأشرطة الـ«رايوية» فيها أغان هابطة وتسوق وتباع هذه الأشرطة بكميات كبيرة".
غير أنها دافعت عن شهرة الشاب خالد الملقب بملك الراي، وقالت: "الكينج خالد كان مشهورا في الجزائر قبل أن يخرج إلى أوربا، وفي أوربا أعطوه أغاني محتشمة الكلمات نوعا ما، فالأغاني التي غناها في فرنسا لم تكن عارية، بل محتشمة إلى حدّ ما. ورواج الشاب خالد مرغوب فيه أن يكون موجودا كينجا للراي".
وعزت انتشار أغنية الراي في الشارع الجزائري إلى أنها "بنت الشارع، وللأسف هذه هي الحقيقة المرة".
وعن غنائها باللون الخليجي للملحن السعودي بكر مدني، قالت سعاد بوعلي: إن "اللهجة والإيقاع هما نقاط الاختلاف بين الأغنية الخليجية والأغنية الجزائرية، فالإيقاع الخليجي يختلف عن إيقاع الأغنية الجزائرية والأغنية العربية عموما؛ لأنها إيقاعات مركّبة، وهو ما يجعل الأغنية الخليجية لها نكهة خاصة".
وأضافت أن "كلمات الأغنية الخليجية محتشمة، الحمد لله لم تهبط للكلمات "العارية" التي نسمعها مع موجة الغناء الحالية، وهذا يحسب لها أن تحافظ الأغنية الخليجية على رصانتها وحشمتها".
وحول رحلتها مع الغناء، أشارت المطربة الجزائرية إلى أن بدايتها كانت في عام 1982؛ حيث شاركت في برنامج "ألحان وشباب"، ثم سجلت أول أغنية عام 1984".
وأضافت أن أولي محطاتها مع الشهرة كانت من خلال أغنية "غرد البلبل"، التي لقيت صدى كبير ا، ثم أغنية "كيف أعمالي وحيلتي" التي غنتها "ديو" مع الفنان الجزائري أحمد فتحي.
وأشارت بوعلي إلى أن أغنيتها "ارجع يا عمي" جعلت شهرتها تزداد عند الجمهور، ثم جاءت أغنية "مانيش أنا اللي غلطانة" التي سجلتها في عام 1993 والتي رغم مرور سنوات عديدة على غنائها إلا أنها لا تزال مطلوبة في الحفلات.
مطربة الشباب
وعن طلاقها وزواجها للمرة الثانية، وتأثير الفن على حياتها الشخصية، قالت المطربة الجزائرية: "الفن لا يأخذ وقتي كله، فجولاتي الفنية تأتي من حين لآخر، كل أربع خمس سنين فلا تؤثر على الأسرة والأولاد، والأغاني التي أسجلها أغلب الأحيان أسجل في الاستديو بالليل، فلا تنعكس على الأسرة ولا على عملي كأستاذة موسيقى، فواجباتي العائلية والعمل في النهار، فتنظيم الوقت كان مهما جدًّا في حياتي الفنية والعائلية".
وأوضحت أن "فشل زواجي الأول لا علاقة له بالفن، وزواجي الثاني لم يكن تقليديا، تعرفنا على بعض بالصدفة وجمعتنا محبة الفن، فهو فنان ويعشق الفن، ويكتب خواطر جميلة كلها إحساس ورقة".
وعن وصفها بمطربة الشباب، قالت سعاد بوعلي "في أحد الأيام تكلموا عن أن سعاد بوعلي ليس عندها جمهور، فاعتبرته تحديا، فأقمت حفلا فرديّا غنيت فيه بمفردي في ولاية وهران، وامتلأت قاعة المسرح عن آخرها، وكان الجمهور من كل الشرائح وليس فقط من الشباب، وأثبت أن لي جمهورا متنوعا ومثقفا".
وكشفت المطربة الجزائرية عن أنها تحضر لألبوم جديد هو الثالث طوال تاريخها الفني؛ حيث لم تكن حريصة على إصدار ألبومات، وقالت "في كل حياتي الفنية أصدرت ثلاثة ألبومات: الأول كان بعنوان "يالأيام" وصدر في باريس عام 1988، والألبوم الثاني بعنوان "يا زارعين الورد" وصدر بالمملكة العربية السعودية عام 1993، من ألحان الملحن بكر مدني، والألبوم الثالث والأخير "مانيش أنا" وصدر بوهران عام 1996".
وأشارت بوعلي إلى أنها مثلت الجزائر في مهرجانات عربية عديدة، مثل: مهرجان بابل في العراق، ومهرجان جرش في الأردن، ومهرجان "بوجرنين" في تونس، ومهرجان "وجدة" بالمغرب"، بالإضافة إلى مهرجانات في كوبا وإسبانيا.
وأوضحت أنها تتدخل أحيانا في الجملة اللحنية لبعض أغنياتها؛ حيث تطلب نقل جملة موسيقية من مكان إلى آخر".
ورأت أن مشكلة الفن في الجزائر تتمثل في الترويج للأغنية الجزائرية، محملة الإعلام المسئولية في عدم رواج الأغنية الجزائرية في العالم العربي.
وأضافت أنها تتحمل بالكامل نفقات تسجيل أغنياتها، ثم تقوم بإعطائها للإذاعة لبثها دون أي مقابل، مشيرة إلى أنها لا تغني بالأعراس.